فن وثقافة

عبدربه سالم يكتب : حلقات حول شعراء الوطنية في مصر ” رفاعة الطهطاوى”

الحلقة الأولى، عن أفضل رجل في تاريخ مصرالحديث باعث النهضة الفكرية فى مصر

رفاعة رافع الطهطاوي
مصرى ولد بالصعيد نشأ نشأة عادية وتعلم بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم طلق العلوم الدينية التحق بالأزهر الشريف تفرد بالقرب علي نظرائه تسامت شخصيته إلي عليا المراتب لأنه كان يحمل بين جنبه نفسا عالية وروحا متوثبةوعظيمة ماضية وذكاءا حادا وشغفا بالعلم وإخلاصا للوطن وبنيه تهيأت له أسباب الجد والنبوغ فاستوفى علوم الأزهر في ذلك العصر ثم اصطحب البعثة العلمية الاولى من بعثات محمد علي والتحلق بمعاهد العلم في باريس واستروح نسيم الثقافة الأوروبية فزادت معارفه واتسعت مداركه ونفزت بسيرته لكنه احتفظ بشخصيته واستمسك بدينه وقوميته فأخذ من المدنيه الغربية أحسنها ورجع إلى وطنه كامل الثقافه مهذب الفؤاد ماضي العزيمة صحيح العقيدة سليم الوجدان واعتزم خدمة مصر عند طريق العلم والتعليم فبر بوعده ووفي بعهده واطلع بالنهضه العلميه تأليف وترجمة وتربية فملأ البلاد بمؤلفاته ومعرباته وتخرج علي يديه جيل من خيرة علماء مصر وحمل مصباح العلم والعرفان يضيء به أرجاء البلاد وينير به البشائر والأذهان فظل يحمله نيفا وأربعين سنه وانتهت اليه الزعامة العلمية والأدبية في عهد محمد علي انه رفاعه رافع الطهطاوي ولد في طهطا بمديرية جرجا 1801ودخل الأزهر صار من العلماء تولي عدة مناصب في التعليم وأنشأ مدرسة الألسن 1836 أدركته الوفاه 1873 جادت قريحته وهو في باريس بقصيده عبر فيها عن الحنين إلي الوطن وأهله

 

 

ناح الحمام علي غصون البان
فأباح شيمة مغرم ولهان
ثم انتقل ذكر مصر وأهلها
هذا لعمري إن فيها سادة
قد زينوا بالحسن والإحسان
يا أيها الخافي عليك فخارها
فإليك إن الشاهد الحسنان
ولئن حلفت بأن مصر لجنة
وقطوفها للفائزين دوان
والنيل كوثرها الشهي شرابه
البر كل البر في إيماني
وقال
يا صاح حب الأوطان من شعب الإيمان
في أفخر الأديان. آية كل مؤمن
ومصر أبهى مولد وأزهي. محمد
ومربع ومعهد. للروح أو للبدن
أبناؤها رجال. لم بينهم محال
وجودهم صنديد. وقلبه حديد
وخصمه طريد. بل مدرج في كفن

 

 

وتتجلى روحه الوطنية المتطلعة إلى الحرية في تعريبه نشيد الحرية المارسلييز فإن النفس لا تميل إلا إلى ما هو محبب إليها وهذا النشيد قد استثار ولا شك إعجاب رفاعه حتى مالت نفسه إلى تعريبه و إظهار ما احتواه من العواطف الوطنية الفدائية في حلة عربية قشيبة
وتلمس عظمة الجندى المصرى فى خطابه لهم
يا أيها الجنود. والقادة الأسود
إن أمكم حسود. يعود هانى المدمع
فكم لكم حروب. ينصركم تؤوب
لم تتمكن خطوبه. ولا اقتحام معمع
وكم تعدى من طغى على حماكم يصرع

 

 

ولعلك تلحظ نقل شعره من الجمود والركود في مرحلته الانتقالية إلى الشعر الحديث الذى حمل لواءها البارودى وإسماعيل صبرى وشوفي وحافظ
لذا نحن لا نغفل أنه كان في فترة الركود الأدبي واضمحلالها فله على نهضة الشعر الحديث والأدب دور كبير
مع خالص تحياتي وتقديري لكل شعراء الوطنية في مصر وإلى حلقة أخرى مع شاعر آخر

Saad Abdelghaffar

رئيس تحرير موقع وجريدة نبض الدقهلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى