مصر تصارع التحديات

بقلم / كمـال كبشـة
من رحم الأزمات تولد الفرص وليس هناك مستحيل مع العمل والإبداع ولنا أسوة في تجربة سنغافورة التي كانت عبارة عن مجموعة من الجزر المتناثرة لا مورد لها ولا أي مقوم فيها من مقومات الحياة ، لكن الأيقونة مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان يو الذي لم يعترف بأنصاف الحلول وقاد الدولة من العالم الثالث الي الأول خلال أقل من من جيل حتى باتت أحد أبرز النمور الأسيوية .
الكل يعلم أن مصر تمر بتحدي كبير ولكن كلنا ثقة في إخلاص الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكمته وحنكته وصبره الطويل وعمله الدؤوب بهدوء دون ضجيج ونثق في أنه لن يترك مصر إلا وهي قوية عفية كما وعدنا .
دعونا نفكر معا بصوت عالي ونضع الأصبع على الجرح حتى يمكننا أن نعبر هذا التحدي بلا رجعة أو عودة ، لما لا نبدأ اليوم قبل الغد بإعداد مشروع وطني يلتف حوله الجميع وفق أسس علمية بشرط أن يتقدم الصفوف أصحاب الخبرة والإختصاص وأهل العلم والدراية وأبناء مصر الشرفاء المخلصين وليس الباحثين عن بهرجة السلطة وضجيجها وبريق الأضواء وهيلمانها .
الفرصه الان مؤاتية لمصر لكي تعبر لانها ببساطه تمتلك كل مقومات النجاح وهي تحتاج فقط تحديد البوصلة والهوية والمضي قدما في بناء اقتصاد منتج يقوم على أسس علمية وليس أسس ” الفهلوة .
• لماذا لا نبسط الإجراءات الإدارية والبيروقراطيه المعقدة الطاردة للمستثمرين المحليين قبل الأجانب
• لماذا لا تطبق القوانين وتعزز مفهوم محاسبة المخطئ والفاسد وتكريس لغة الثواب والعقاب .
• لماذا لا نعيد النظر في العدالة الناجزة وسرعة الإجراءات التي تمتد لعشرات السنين في بعض الحقوق .
• لماذا لا تترجم فعليا وعلي أرض الواقع مقولة وقاعدة أن لا أحد فوق القانون بممارسة عملية جاده .
• لماذا لا نؤسس شركة سيادية تشرف على التصدير .
• لماذا لا نؤسس شركة سيادية للرياضة تتبني تأهيل وتنمية قدرات اللاعبين لكل دوريات العالم وتستفيد مصر من هكذا صناعة ولغة باتت مربحة .
• لماذا لا نؤسس شركة سيادية لتصدير العمالة المدربة الماهرة وفق احتياجات كل سوق وتقوم على أسس عملية على أن تكون على إطلاع ودرايه بحاجه كل أسواق العالم شرقا وغربا شمال وجنوبا وتسهل تصدير العمالة التي تشكل مورد ضخم للعملة الصعبة .
• لماذا لا نؤسس شركة سيادية تشرف على تصدير المنتجات اليدوية وكل الصناعات المصرية لتتضاعف أرقام التصدير الحالية .
• لماذا لا يتم عمل خطة للقضاء على البطالة بالإجبار من خلال جذب كل من ليس لديه فرصة عمل لزراعة الصحراء من خلال تعبئة عامة .
سيدي الرئيس نجحنا في الثورة على الأعداء ونحن أحوج إلى ثورة اقتصادية تكون أنت قائدها وملهمها نذكر الجميع بأن فنزويلا من أعنى الدول النفطية لكن اقتصادها ضعيف هش وعملتها في الحضيض وسنغافورة ليس لديها مورد وهي نمر اقتصادي فالسر في الإدارة والعزيمة والرؤية والإصرار .
الأزمات هي دروس وفرصة للنهوض وشحذ الهمم مصر ترابها دهب فهل نترك القيل والقال وجلد الذات والجلوس خلف فيس بوك وتويتر وانستجرام وسنا بشات بالساعات الطويلة لنلعن الظروف دون أن نبدأ بأنفسنا في المساهمة بفكرة ناجعة أو مبادة إنتاج أو تصنيع منتج بسيط .
فاتعظوا كما تشاءون إما من الصين البالغ تعدادها 1.420 مليار نسمة ويصدرون كل المنتجات للعالم أجمع بناتج قومي 16.9 تريليون دولار أمريكي ، وإما من سنغافورة الجزر المتناثرة المحدودة الموارد والسكان بعدد 5.5 ملاين نسمة والتي تصنف كأكبر اقتصاد في أسيا بناتج قومي يصل إلى 500 مليار دولار تقريبا .