سلسلة الأربعون النووية

أمنية خالد
هل تريد أن تكون فقيهًا يوم القيامة، وترزق شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم)؟!
فاقرأ معي الحديث التالي:
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ما حد العلم الذي إذا بلغه الرجل كان فقيها ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” من حفظ على أمتي أربعين حديثا في أمر دينها ، بعثه الله فقيها ، وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا “
لذلك سنبدأ في شرح متن الأربعون النووية شرحًا مبسطًا كل يوم.
وكفى بأهل الحديث شرفًا أنهم أكثر من يصلون على الحبيب (صلى الله عليه وسلم) فلا تكونوا بخلاء وأحيوا سنته والصلاة عليه وسيرته.
خصائص كتاب الأربعون النووية
الأربعون النووية كتاب متميز فقد ضم أربعين حديثًا من جوامع كلم الحبيب _صلى الله عليه وسلم_فهو بمثابة خزينة جواهر من السنة النبوية والأحكام الشرعية، فهو من أهم الكتب ويعد نبراس الفقه الإسلامي.
ويختلف هذا الكتاب عن غيره لأنه جمع بين أصول الدين والزهد والجهاد والآداب وأبواب مختلفة… إلخ، أما الكتب الأخرى فكان يتضمن كل منها بابًا بعينه وفي هذا الشأن قال النووي :
“من العلماء مَن جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطب، وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها، وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله، وهي أربعون حديثًا مشتملة على جميع ذلك، وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين، وقد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه أو هو نصف الإسلام، أو ثلثه أو نحو ذلك”
ومن الجدير بالإشارة إليه أن غالب أحاديث الأربعين صحيح، ولكن منها إثنى عشر حديث ما بين حسن ومتفق عليه وغيره.
انفرد مسلم بثلاثة عشر حديث من الأربعين والبقية منها ما هو مروي عن الترمذي ومنها عن النسائي وابن ماجه والدار قطني والبيهقي.
وقد ذكرنا ما الذي دفع الإمام النووي لجمعها في كتاب، ولكن لكل أمر باعث شرعي وما حفز الإمام النووي لذلك التأليف الرائع الشريف نجده في قوله:
“قد روينا عن علي بن أبي طالب، وعبدالله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، رضي الله عنهم من طرق كثيرات، بروايات متنوعات – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حفِظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها، بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء)).
ولكنه أتبع كلامه قائلاً:
“ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث، بل على قوله: “ليبلغ الشاهد منكم الغائبَ”، وقوله: “نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها، فأدَّاها كما سمعها”.
و أشار النووي إلى عظمة هذا الكتاب؛ حيث قال: “وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث، لِما اشتملت عليه من المهمات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبَّره، وعلى الله اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وله الحمد والنعمة، وبه التوفيق والعصمة”